AliDini قائد
العالم : دلتا التحالف : فرسان الرعد عدد الرسائل : 302 العمر : 37 اسطوره التحالف : 0 تاريخ التسجيل : 10/02/2009
| موضوع: الصياد اللبيب,وامرأته الضنينة 3/22/2009, 11:40 pm | |
| يُحكى أن صيّادا فقيرا كان يخرج كل ليلة بعد صلاة العشاء إلى البحر ؛ حيث
يمضي ليله في صيد السمك حتى الفجر ، و ما يصطاده يبيعه صباحا في السوق ،
مقابل دريهمات زهيدة يسدّ بها جوعة أهله .. و في يوم من الأيام ، حدث ما لم
يكن بالحسبان ، إذ حملت له شبكته سمكة كبيرة ، فحمد الله على هذه النعمة
العظيمة..! و حملها على جناح السرعة إلى ملك المدينة الذي كان يحب السمك
الكبير ، ليقدمها له كهدية ..فلما سلمها له ، هش وجه الملك و فرح بها ، و أمر
له بألف دينار ...وكانت زوجة الصياد بخيلة و تأمر الناس بالبخل ..! فلما سمعت
بزوجها قد قبض هذا المبلغ ، خشيت على زوجها أن تجتاحه جائحة التبرع
للفقراء ، أو يميل قلبه عنها ..! فآلمها ذلك كثيرا .. فما كان منها إلا أن صوبت
إلى الملك سهام التقريع على إسرافه ، فلحقت بزوجها في البلاط ، و طلبت من
الملك أن يسترد الدنانير ، و لكن الملك رد عليها قائلا :
- من العار أن استرد ما أعطيته ..
فقالت له : - إنه سفيه ، و سوف يضع هذا المال في غير موضعه .
فتحركت آلة
الهواجس بداخله ، و علمت المرأة ذلك من ملامحه ، فبادرته قائلة :
- بإمكانك أن تسترد المبلغ من زوجي ، و لا تثريب عليك .
فقال لها : - و كيف السبيل ؟
قالت : - أرجعه إلى بلاطك ، و تسأله : أسمكتك هذه ذكرٌ أم أُنثى ؟ فإن قال ذكر
، فقل أريدها أنثى ، و إن قال أنثى قل أريدها ذكرا .
فأنساق الملك وراء تدبيرها ! و لما اُرجع الصيادُ ، سأله عن السمكة :
- أذكر هي أم أنثى ؟
فقال الصياد : إنّ سمكتي خُنثى .
ففرح الملك ، و اقتنع بالجواب ، و أمر له بألف دينار أخرى .. فازدادت أحزان
الزوجة ، و لم تصدق ما يحصل أمام عينيها .. و بينما كان الصياد خارجا ، إذ
سقط منه دينار على الأرض ، فانحنى ، ثم مسحه ، فقالت المرأة - غاضبة -
للملك :
- انظر إلى هذا الصياد الدنيء الذي لم يتحرج أمامك ، و لا أمام جندك ، و أبى إلا
أن ينحني أمام دينار واحد ، رغم ما يحمله من مال وفير ، و كان الأحرى أن يترك
الدينار لأحد الجند ، فما عليك إلا أن توبخه بأليم تأنيبك ، و تسترد منه الألفي دينار
، و هذه فرصتك ، فلا تضيعها .. فأحضر الجند الصياد ، و سأله الملك
عما بدر
منه ، فقال له :
- انحنيت للدينار لا دناءة و لا طمعا ، و إنما احتراما ن لاسمك المنقوش على احد
وجهي الدينار ، و صورتك على الوجه الآخر ، فعار أن أتركه لدرس الأقدام .
فأعجب الملك كثيرا من أمر هذا الصياد ، ثم أمر له بألف دينار أخرى ..ثم التفت
إلى زوجته ، و طلب منها أن تسكت ، و ألا تتدخل في أمور لا تهمها . و هكذا فاز
الذكاء على الغباء . . | |
|